Friday, January 11, 2008

الإخوان المسلمون حركة إسلامية أم حزبا سياسيا؟

.
.
و((لابد للمسلم أن يكون إماما في كل شيء , في العلم والقوة , في الصحة والجسم , في النفس والمال.....والتأخر في أي ناحية من هذه النواحي مخالف لتعاليم ديننا))الإمام الشهيد حسن البنا
......................................................................................................................................................................................................................
.
.
أرى إنه من الضروري في البداية إذا ما أردنا أن نتحدث عن الإخوان المسلمين أن نوضح عدة نقاط:1
أولا:إننا حين نتحدث عن الإخوان المسلمين فنحن لا نتحدث عن الدين الإسلامي,وإنما نتحدث عن أشخاص مسلمين هم في النهاية بشر غير معصومين يصيبوا ويخطئواأحيانا,وهم بذلك ليسوا فوق مستوى الشبهات ولا فوق مستوى النقد والتقييم.1
ثانيا:صحيح أن من أهم ما يميز ويحسب لجماعة الإخوان المسلمين هو أنهم أول وأكبر حركة إسلامية معاصرة تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية,ولكن هذا لا يعطي المبرر لبعض المتعصبين لفكر الإخوان لكي يرفضوا أي انتقاد لهم بحجة أنهم يمثلون الإسلام أويتحدثون باسمه...وهو أمر يصعب فهمه... فهل يعني هذا البعض بذلك أنهم وحدهم المسلمين دون غيرهم,أم أنهم أحسن إسلاما وأقوى إيمانا من غيرهم من المسلمين؟.
1
.
رأيت إنه من الضروري أن ابدأ بهذه المقدمة لأني لاحظت أن الكثيرين من المتعصبين لفكر الإخوان المسلمين يرفضون حتى مجرد الانتقاد لأن ذلك يعتبر من وجهة نظرهم انتقادا للإسلام نفسه.1
.
.
وفي ا لبداية أقول إنني أرى أنه من العدل والدقة إذا ما أردنا أن نتحدث عن الإخوان المسلمين أن نتحدث عن ثلاث مراحل أساسية:1
المرحلة الأولى:الأخوان المسلمون كحركة أسلامية
المرحلة الثانية:بداية التطلع للحكم
المرحلة الثالثة:الإخوان المسلمون والمطالبة بحزب سياسي

.
ونبدأ بالمرحلة الاولى وهي(الإخوان المسلمون كحركة إسلامية).1
وهنا أقول إنني أرى أن حركة الإخوان المسلمين بما نادت إليه من الرجوع إلى الإسلام كما هو في الكتاب والسنة ,وبدعوتها إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحياة,وتصديها لموجة المد العلماني في المنطقة العربية والإسلامية, تستحق من كل مسلم كل تقدير واحترام,بل وأستطيع أن أجزم بأن الرسالة التي حمل لواءها الإمام الشهيد حسن البنا يستحيل أن يكرهها مسلم مخلص لله ورسوله
.
المرحلة الثانية وهي( بداية التطلع للحكم).1
وأرى أن هذه المرحلة هي مرحلة انتقالية بين الإخوان المسلمين كحركة إسلامية وبين المطالبة بحزب سياسي أو المشاركة في الحياة السياسية,كما أرى أن هذه المرحلة هي التي حوت معظم أخطاء الإخوان,ففي هذه المرحلة بدأ بعض الإخوان يتطلع للحكم ويطالب به,ربما ظنا منه بأن هذه هي الوسيلة المثلى لخدمة الإسلام وبناء دولته,وليس حديثنا هنا عن أحقية الإخوان في طلب الحكم,فنحن نرى أنه من حق أي حزب أوجماعة أن تطالب بالحكم,ولكن حديثنا هنا عن شكل الوسائل التي حاول الإخوان من خلالها الوصول لمبتغاهم...فهل كانت الوسيلة التي اتبعها الإخوان هي محاولة تضميد جراح الأمة ونفخ الروح فيها من جديد؟,هل كانت الوسيلة هي محاولة تربية الشباب المسلم تربية إسلامية صحيحة تمكنهم في المستقبل من أن يطبقوا الإسلام في كل شيء حتى في حكوماتهم؟...الواقع والتاريخ يقول غير ذلك,فبعض الإخوان تعجل هذا الوصول للحكم,فلجأ إلى القوة والعنف والسلاح وهو ما ارتكبه التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين والذي يسمى(بالتنظيم الخاص)فكانت النتيجة أن هذا البعض لم يلطخ يده فحسب بدماء الأبرياء,بل وضع نفسه ووضع باقي أفراد الجماعة موضع الاتهام والريبة والشك,وجلب الدمار على الحركة من الداخل والخارج.
1
.
أما المرحلة الثالثة:وهي(الأخوان المسلمون ومطالبتهم بحزب سياسي).1
فقد أشرت في موضوع سابق بعنوان(حتى لا يكون استبدادا باسم الدين)إلى بعض النقاط والملاحظات التي أرى أنه من الضروري أن يتنبه لها كل من ينادي بتطبيق الشريعة الإسلامية,ولقد أفضت في ذلك كثيرا,ولذلك فلاداعي لتكرار ما قلته في هذا الموضع مرة أخرى.
1
.
ولكني أضيف هنا أنني ما زلت أرى أنه من الأفضل أن يبقى الإخوان المسلمون حركة إسلامية تكرس كل جهدها للدعوة وخدمة الإسلام ونشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي,أو على الأقل أن يكفوا عن كل هذا الاقتتال من أجل الحصول على حزب سياسي أو الوصول للحكم,فإن هذا الاقتتال جعل كثيرا من الناس يشكك في نوايا هذه الحركة ونبل أغراضها,كما إن طلب الحكم ليس هو الوسيلة الوحيدة لخدمة الإسلام ,وأذكر هنا ما قاله الشيخ محمد الغزالي في أحد كتبه:((إن إقامة الدولة المنهدمة لا تصح ولا تقم إلا بإقامة الأمة نفسها وشفائها من عللها,وهو عمل ينبغي أن يكون الشغل الشاغل للإسلاميين,إلى جانب نشاطهم النظري في بناء النظام السياسي للإسلام ,وعندي أن طلب الحكم لا يستغرق واحد بالمئة من العمل الإسلامي الصحيح أما التسعة والتسعون جزءا الأخرى ففي ترميم الكيان الشعبي المنهار في كل مكان))انتهى.1
.
.
كما إنني أرى كذلك أن الإخوان المسلمين لم يختبروا فعليا حتى هذه اللحظة,فوجود حركة واحدة على الساحة تتحدث باسم الإسلام وعدم وجود حركات أخرى مساوية لها في الحجم والمطالب ,كل ذلك يجعل تقييمنا لأداء الإخوان كحزب سياسي أمرا بالغ التعقيد والصعوبة,وأعتقد أن هذا الأمر انعكس على اللإخوان أنفسهم فلم نستطع أن نرى تصورا واضحا لديهم عن طريقة إدارتهم للحكم في حالة وصولهم إليه,واستشهد هنا برأي أخر للشيخ محمد الغزالي يقول فيه ((أصارح بأنني مرتاب من أفئدة مقاتلين من أجل الحكم,بل مرتاب في قدراتهم وخبراتهم,وأخشى إذا ما وقعت مقاليد الحكم في أيديهم أن يصاب الإسلام بما لاطاقة له به...هل عجزة اليوم سيكونون المقتدرين غدا....اللهم احرس الإسلام من هؤلاء الأصدقاء))انتهى.1
ولم يكن هذا رأي الشيخ محمد الغزالي وحده بل كان للأستاذ خالد محمد خالد رأي مماثل تقريبا,فهو يعلق على ما قاله الإمام البنا رحمه الله بأن الغد سوف يختص الإخوان بتبعاته قائلا:((لا الإخوان ولا قياداتهم كانوا في مستوى تبعات الغد,وقد كان الاستاذ البنا بخصائصه المتفوقة قادرا على الصعود فوق هذه المستويات لو أنه خطا ثلاث خطوات
أولا:الرفض المطلق لقيام النظام الخاص
ثانيا:بث الولاء للديموقراطية في روح الشباب بنفس القدر الذي يبث به الولاء للدين
ثالاثا:الصبر على المكاره))انتهى
.

.
وفي النهاية أقول إن من أكبر المشاكل التي تواجه جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الراهن هو تاريخ الحركة وهو للأسف تاريخ شوهه بعض المنتمين للحركة بتصرفاتهم فأصبح تاريخا ملطخا بدماء الكثير من الأبرياء,ومليئا بالتحالفات التي تم نقضها والانقلاب على حلفائهم,كما إن به الكثير من الغموض في كثير من المواقف....كل ذلك يجعل الإنسان مرتابا عندما يسمع الإخوان المسلمون يطالبون بالحكم أو بحزب سياسي يمثلهم.1
.

.
عمرو أبوالحسن
.
.
.

9 comments:

noga said...

الموضوع جميل بس انت بتقول في النهاية ان تاريخهم ملطخ بالدماء ......من معلوماتي المتواضعة ان مفيش استخدام سلاح او عنف الا باغتيال النقراشي وفي وقتها تبرا الامام الشهيد حسن البنا من هذه الواقعة وادانها بشدة..لكن غير كده مفيش عنف خالص

الطائر الحزين said...

اتفق معك تماما

ليس معنى ان نقول الاخوان المسلمون

ان ماعداهم غير مسلم

او نقول الحزب الوطنى ان ما عداهم غير وطنى


بارك الله فيك

محمد الجرايحى said...

الأخ الفاضل الكريم : عمرو أبو الحسن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجولت بين جنبات مدونتك
وهى بالفعل قيمة وجادة وبها من المواضيع الهادفة ما يثلج الصدر
وأحيى وعيك الناضج ورؤيتك الثاقبة

أخى: الإسلام دين ودنيا دونما فصل بينهما
ولايوجد فى الإسلام مايسمى برجل الدين وآخر رجل سياسة
وإلا ماذا كان ( محمد ) صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدين
رجال دين أم سياسة

وأيضاً التطلع للسلطة حق مكفول للجميع
وهناك شعب يحق له الاختيار

كما أن الأمة لن تنصلح إلا بصلاح الحاكم

أخى: سعدت بالتعرف على مدونتك
وشرفت بالإلتقاء بفكرك

بارك الله فيك وأعزك
أخوك
محمد

ABUL_HASAN said...

شكرا يا نوجا ع الزيارة وانت كده هتخلينا ارجع اقرأ تاني في الموضوع

ABUL_HASAN said...

الطائر الحزين.شكرا ع الزيارة الغالية...وانا ايضا اتفق معك تماما

ABUL_HASAN said...

أخي محمد الجرايحي....هذه زيارة عزيزة على...فرأيكم ذو قيمة عظيمة وهو لا شك اثراء لهذا الموضوع..استفدت منكم كثيرا...بارك الله فيك وسدد خطالك

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى said...

خى الكريم عمرو

أحب أن أسجل فى أول زيارة لى إعجابى بمدونتك

قرأت موضوعاتك الخمسة .. و بعدها نويت أن أتابعك بإذن الله

التعليق على هذه المواضيع قد يطول .. لذلك سأكتفى بأن أقول لك أنى معجب بمدونتك و بطريقة تفكيرك

أرجو لك كل توفيق

ABUL_HASAN said...

أخي ابن حجر العسقلاني
لاتدري كم اسعدتني زيارتك وكلماتك..اتمنى ان تكون ضيفا وصديقا دائما لهذه المدونة المتواضعة وانا على يقين من اني سأستفيد منك كثيرا....جزاك الله كل خير وسدد خطاك

فارس عبدالفتاح said...

سلام عليكم ورحمة الله

لا يوجد انسان اطلاقاً على وجه الارض بلا خطيئة

فكيف بمجموعة من البشر .

لكل فكر ولكل حزب ولكل اتجاه اخطاءه واعتقد ان الاخوان افضل من غيرهم اذا توافرت لديهم الخبرة السياسية وفن الادارة للدولة .

كما فعل الامام الخميني فى ايران بتكوين نظام يناطح اعتى قوة حالية على ظهر البسيطة .

واخيراً شكراً لك اخي عمر على زيارتك لى

وتقبل كل الاحترام والتقدير