.
و((يجب أن يلاحظ أنه لا يمكن لأحد أن يطلق على نفسه أنه صوفي,اللهم إلا إذا كان ذلك منه جهلا محضا,لأنه بذلك يبرهن على أنه حقيقة ليس بصوفي,وذلك أن هذه الصفة (سر)بين الصوفي الحقيقي وبين ربه)) . د\عبد الحليم محمود
......................................................................................................................................................................................................................
.
......................................................................................................................................................................................................................
.
.
ربما يظن من يقرأ عنوان هذا الموضوع-وللوهلة الأولى-أني أقصد أولئك الذين يهاجمون الصوفية في كتاباتهم أو أحاديثهم....إلا أنني في حقيقة الأمر لا أرى أبدا أن هؤلاء الأشخاص هم الذين افتروا على الصوفية و أهلها, بقدر ما أرى أن أولئك الذين زعموا بأنهم صوفيون ثم جاؤوا بأفعال وأقوال وتصرفات لم ينزل الله بهامن سلطان لينسبوها إلى التصوف هم المفترون الحقيقيون على الصوفية وأهلها.1
.
وأنا أحاول هنا أن أعرض لتصوري الشخصي عن مفهوم الصوفية كما أراه,بعيدا عن الخلافات الكثيرة التي يمكن أن تثار حول تعريف الصوفية أو نشأتها أو حول أصلها أومالها وما عليها.1
وأقول في البداية إنني لا أرى أن التصوف مذهبا يعتنقه البعض دون غيرهم.....كما لا أراها أبدا طريقة تتبع ولا زيا يلبس ولا وردا يردد.....إنما الصوفية في نظري شعور وحالة وجدانية يصل إليها العبد بسعي دائم وحثيث للتقرب إلى الله عز وجل,وهي حالة يشعرعندها العبد بحلاوة قربه من مولاه جل وعلا ولذة ذله لله تعالى,وهو حين يتملكه هذا الشعور لا يرى في الكون شيئا أحق بالسعي والعناء من أجله سوى وجه ربه جل وعلا,وعندها يخشع قلبه وتدمع عينه ويذكر لسانه وتخلص جوارحه.1
ولعله الشعور الذي قصده أحد العابدين حين قال:((إننا في لذة لو علمها الملوك لقاتلونا عليها))أو الذي قال عنه أحد الصالحين:((تأتي علي أوقات من شدة العبادة والقرب من الله-عزوجل-أقول لنفسي لو أن سعادتي في الجنة ولذتي فيها كهذه السعادة واللذة لكفاني)).1
ولعل الصوفية بهذا المفهوم هي التي قصدها النبي-صلى الله عليه وسلم-في حديثه الذي قال فيه عن ربه -تعالى-:((من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )).صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.1
وأنا أرى أن الصوفية بهذا المعنى تخرج من حيزها الضيق إلى فضاء أوسع وأرحب لتشمل حتى كثيرين ممن هاجموها ويهاجمونها,بل أكاد أزعم أننا جميعا بداخلنا شيء من التصوف.1
.
.
وأعود هنا إلى نقطة أخرى ألا وهي الطرق الصوفية التي تعددت وكثرت وحاد بعضها عن الطريق القويم والصراط المستقيم,وإلى تلك الأوردة التي يرددها البعض من أتباع هذه الطرق رغم ما بها من طلاسم مبهمة وكلمات غير مفهومة.....وقد قلت سابقا إني لا أرى التصوف طريقة معينة تتبع, ولازيا معينا يلبس ,ولاوردا محددا يردد....ولتوضيح وجهة نظري هذه, أكتفي هنا بذكر جزء بسيط من سيرة الإمام الجليل محمد عبده,حيث يقول إن نقطة التحول في حياته كانت حين التقى برجل صوفي حببه في العلم و في القراءة,وعندما سأله الشاب محمد عبده عن طريقته في التصوف وعن ورده اليومي,أجابه الشيخ قائلا:((إن طريقتنا الإسلام,ووردنا القران))انتهى..........أعتقد أن هذه هي الصوفية في أسمى وأروع معانيها.1
.
.
بقي لي نقطة واحدة في هذا الموضوع,ألا وهي الزهد عند المتصوفة,وقد تحدث فيه الكثيرون ,ولكني أثرت هنا أن أذكر بعض ما كتبه شيخ الأزهر الأسبق ورائد مدرسة التصوف في العصر الحديث الإمام الأكبر د\عبدالحليم محمود عن هذا الموضوع,فهو يقول في كتابه(أقطاب التصوف)والذي تناول فيه سيرة العالم والإمام الجليل ثفيان الثوري:((وأمر الزهد يلتبس على كثير من الناس,يظن البعض أنه التجرد من كل شيء,والأمر ليس كذلك عند الصوفية,ولم يكن كذلك عند الصحابة,فقد كان أبوبكر-رضي الله عنه-صاحب تجارة وثراء,وكان عثمان-رضي الله عنه-صاحب مال وثراء,وكان ثراء عبدالرحمن بن عوف ثراء عريضا,وكانوا زهادا...أي لم يكن المال يستعبدهم)).1
كما ورد في كتاب (لطائف المنن)أن فقيرا عليه لباس من شعر,دخل على(أبي الحسن الشاذلي)فلما فرغ أبوالحسن الشاذلي من كلامه دنا منه الرجل الفقير وأمسك بملبسه وقال:((ياسيدي ما عبد الله بمثل هذا اللباس الذي عليك))وكان أبو الحسن الشاذلي يلبس لباسا ناعما,فأمسك أبوالحسن الشاذلي بملبس الرجل الفقير وقال:((ولا عبد بمثل هذا اللباس الذي عليك,لباسي يقول للناس:أنا غني عنكم فلا تعطوني,.ولباسك يقول للناس:أنا فقير إليكم فأعطوني)),كما كان من دعائه اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا.1
.
.
وفي النهاية أقول إن التصوف شعور,وسيلته الاجتهاد في العبادة,وطريقته الإسلام,وورده القران,وقاعدته أن تعرف الله ولتكن كيف شئت,وزهده قصر الأمل في الدنيا,وما ثم كرامة لمتصوف أعظم من كرامة الإيمان ومتابعة السنة.....وصدق الشاعر حين قال
ليس التصوف لبس الصوف تلبسه.....ولا بكـاؤك إن غـنــى الـمـغـنـــونا
ولا صيـاح ولارقـص ولا طــرب........ولا اختباط كأن قد صرت مجنونا
بل التصوف أن تصفو بلا كــــدر.....وتتبع الحــــق والقـــــران والـديــنا
وأن ترى خـــاشعا لله مكـتـــئـــــبا.....علــــى ذنوبك طول الدهر محزونا
ربما يظن من يقرأ عنوان هذا الموضوع-وللوهلة الأولى-أني أقصد أولئك الذين يهاجمون الصوفية في كتاباتهم أو أحاديثهم....إلا أنني في حقيقة الأمر لا أرى أبدا أن هؤلاء الأشخاص هم الذين افتروا على الصوفية و أهلها, بقدر ما أرى أن أولئك الذين زعموا بأنهم صوفيون ثم جاؤوا بأفعال وأقوال وتصرفات لم ينزل الله بهامن سلطان لينسبوها إلى التصوف هم المفترون الحقيقيون على الصوفية وأهلها.1
.
وأنا أحاول هنا أن أعرض لتصوري الشخصي عن مفهوم الصوفية كما أراه,بعيدا عن الخلافات الكثيرة التي يمكن أن تثار حول تعريف الصوفية أو نشأتها أو حول أصلها أومالها وما عليها.1
وأقول في البداية إنني لا أرى أن التصوف مذهبا يعتنقه البعض دون غيرهم.....كما لا أراها أبدا طريقة تتبع ولا زيا يلبس ولا وردا يردد.....إنما الصوفية في نظري شعور وحالة وجدانية يصل إليها العبد بسعي دائم وحثيث للتقرب إلى الله عز وجل,وهي حالة يشعرعندها العبد بحلاوة قربه من مولاه جل وعلا ولذة ذله لله تعالى,وهو حين يتملكه هذا الشعور لا يرى في الكون شيئا أحق بالسعي والعناء من أجله سوى وجه ربه جل وعلا,وعندها يخشع قلبه وتدمع عينه ويذكر لسانه وتخلص جوارحه.1
ولعله الشعور الذي قصده أحد العابدين حين قال:((إننا في لذة لو علمها الملوك لقاتلونا عليها))أو الذي قال عنه أحد الصالحين:((تأتي علي أوقات من شدة العبادة والقرب من الله-عزوجل-أقول لنفسي لو أن سعادتي في الجنة ولذتي فيها كهذه السعادة واللذة لكفاني)).1
ولعل الصوفية بهذا المفهوم هي التي قصدها النبي-صلى الله عليه وسلم-في حديثه الذي قال فيه عن ربه -تعالى-:((من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )).صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.1
وأنا أرى أن الصوفية بهذا المعنى تخرج من حيزها الضيق إلى فضاء أوسع وأرحب لتشمل حتى كثيرين ممن هاجموها ويهاجمونها,بل أكاد أزعم أننا جميعا بداخلنا شيء من التصوف.1
.
.
وأعود هنا إلى نقطة أخرى ألا وهي الطرق الصوفية التي تعددت وكثرت وحاد بعضها عن الطريق القويم والصراط المستقيم,وإلى تلك الأوردة التي يرددها البعض من أتباع هذه الطرق رغم ما بها من طلاسم مبهمة وكلمات غير مفهومة.....وقد قلت سابقا إني لا أرى التصوف طريقة معينة تتبع, ولازيا معينا يلبس ,ولاوردا محددا يردد....ولتوضيح وجهة نظري هذه, أكتفي هنا بذكر جزء بسيط من سيرة الإمام الجليل محمد عبده,حيث يقول إن نقطة التحول في حياته كانت حين التقى برجل صوفي حببه في العلم و في القراءة,وعندما سأله الشاب محمد عبده عن طريقته في التصوف وعن ورده اليومي,أجابه الشيخ قائلا:((إن طريقتنا الإسلام,ووردنا القران))انتهى..........أعتقد أن هذه هي الصوفية في أسمى وأروع معانيها.1
.
.
بقي لي نقطة واحدة في هذا الموضوع,ألا وهي الزهد عند المتصوفة,وقد تحدث فيه الكثيرون ,ولكني أثرت هنا أن أذكر بعض ما كتبه شيخ الأزهر الأسبق ورائد مدرسة التصوف في العصر الحديث الإمام الأكبر د\عبدالحليم محمود عن هذا الموضوع,فهو يقول في كتابه(أقطاب التصوف)والذي تناول فيه سيرة العالم والإمام الجليل ثفيان الثوري:((وأمر الزهد يلتبس على كثير من الناس,يظن البعض أنه التجرد من كل شيء,والأمر ليس كذلك عند الصوفية,ولم يكن كذلك عند الصحابة,فقد كان أبوبكر-رضي الله عنه-صاحب تجارة وثراء,وكان عثمان-رضي الله عنه-صاحب مال وثراء,وكان ثراء عبدالرحمن بن عوف ثراء عريضا,وكانوا زهادا...أي لم يكن المال يستعبدهم)).1
كما ورد في كتاب (لطائف المنن)أن فقيرا عليه لباس من شعر,دخل على(أبي الحسن الشاذلي)فلما فرغ أبوالحسن الشاذلي من كلامه دنا منه الرجل الفقير وأمسك بملبسه وقال:((ياسيدي ما عبد الله بمثل هذا اللباس الذي عليك))وكان أبو الحسن الشاذلي يلبس لباسا ناعما,فأمسك أبوالحسن الشاذلي بملبس الرجل الفقير وقال:((ولا عبد بمثل هذا اللباس الذي عليك,لباسي يقول للناس:أنا غني عنكم فلا تعطوني,.ولباسك يقول للناس:أنا فقير إليكم فأعطوني)),كما كان من دعائه اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا.1
.
.
وفي النهاية أقول إن التصوف شعور,وسيلته الاجتهاد في العبادة,وطريقته الإسلام,وورده القران,وقاعدته أن تعرف الله ولتكن كيف شئت,وزهده قصر الأمل في الدنيا,وما ثم كرامة لمتصوف أعظم من كرامة الإيمان ومتابعة السنة.....وصدق الشاعر حين قال
ليس التصوف لبس الصوف تلبسه.....ولا بكـاؤك إن غـنــى الـمـغـنـــونا
ولا صيـاح ولارقـص ولا طــرب........ولا اختباط كأن قد صرت مجنونا
بل التصوف أن تصفو بلا كــــدر.....وتتبع الحــــق والقـــــران والـديــنا
وأن ترى خـــاشعا لله مكـتـــئـــــبا.....علــــى ذنوبك طول الدهر محزونا
.
عمرو أبوالحسن
.
.
.
2 comments:
أحسنت قولا ولا فض فوك أيها اللورد الكبير.....ولن أضيع الوقت في إبداء إعجابي بالكلام ولا المعلومات..ولكن بالفعل ياعموور هناك الكثير من ال"متمصوفين"إنما أرادوا التصوف لا لشيء ألا أن ينالوا "الكرامة"هم سمعوا وقرؤوا أن الإمام الصوفي الفلاني قد كانت له كرامات أشبه بالحكايات الخيالية من أنه يقف على طرف نهر ويغمض عينيه ليجد نفسه على الشاطيء الاخر"قالها لي واحد من جزيرة الشورانية!!!!!"فهم إنما يريدون التصوف ظنا منهم أن هذة الكرامات هي ثمرة التصوف وقد نسوا أن الصوفي إنما يجد قمة نشوته بين يدي ربه وقد نسوا أيضا أن الائمة المتصوفين الكبار ذوي الكرامات إنما كانوا يخفون هذة الكرامات ولا يتباهون بإظهارها و أذكر لك قصة جميلة تؤكد هذا:ء
يروى أنه وفي أحد الأسواق كان رجل قد فرغ من تسوقه وفي طريقه إلى بيته إذ مر بشيخ فسبقه وإذ بالشيخ يخلع نعله ويضرب به ظهر هذا الرجل!!!!!!فما كان منه إلا أن انهال عليه هو والاخرون بكوم من الإهانات والشتائم...ولكن الشيخ لم يرد عليهم ولم يبرر فعلته تلك
ولما دخل الرجل بيته وخلع ثوبه كانت المفجأة!!!!!!ء
نعم..لقد وجد مكان الضربة عقربا صغيرا وإنما كانت ضربة الشيخ له منقذة من السم _بإذن الله_طبعا!!!!!"ء
هؤلاء هم المتصوفون حقا ..لا تكون سعادتهم إلا في مناجاتهم لربهم لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا..كان الواحد منهم صافيا..فصوفي حتى سمي صوفيا
ولكني أعتب على أئمة التصوف الحاليين"وأقصد الفاهمين منهم مش اللي أي كلام"إنهم ساكتين على الناس ال"متمصوفين دول"وسايبنهم من غير مايحجموهم وأنا عن نفسي شايف انهم يشدوا حيلهم شوية لإن كتيير من ال"متمصوفين"وصلوا لطرق مسدودة من ناحية العقيدة وربنا يتولانا جميعا برحمته ويبين لنا الحق حقا لنتبعه والباطل باطلا لنجتنبه...أمين
تحياتي
وسلملي على أبوك
ايه يا لورد الكلام الكبير ده.......لا بصراحة انت عديت........امال مبتقولي ملكش في النظام... دا الباطنة طلعت عاملة احلى شغل معاك....وعموما اللورد الكبير دائم السلام عليك..وبالتوفيق يا صديقي الأعز
Post a Comment